حلموا فما ساءَت لهم شيم ---------- سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قدمُ ---------- رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ
الأبيات السابقة جزء من القصيده الرجبيّة، ولها ميزة عجيبة ألا وهي:
أن الأبيات، أبيات مدح وثناء ولكن إذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة، أي تبتدئ من قافية الشطر الثاني من البيت الأول وتنتهي بأول كلمه بالشطر الأول من البيت الأول، فإن النتيجة تكون أبياتًا هجائية موزونة ومقفّاة، ومحكمة ايضًا.
وسوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي:
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا ---------- شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا ---------- قدمٌ لهم زلّت فلا سلموا
....................
من طرائف الشعر هذه القصيدة التي هي عبارة عن مدح لنوفل بن دارم، وإذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت فإن القصيدة تنقلب رأسًا على عقب، وتغدو قصيدة ذم لا مدح
قصيدة المدح:
إذا أتيت نوفل بن دارم ---------- أمير مخزوم وسيف هاشم
وجــدته أظلم كل ظــالم ---------- على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعـاجم ---------- بعـــرضه وســره المكـاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم ---------- إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم ---------- في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم ---------- إذا لم يكن من قدم بقادم
قصيدة الذم :
إذا أتيت نوفل بن دارم ---------- وجدتــه أظلـم كل ظـــالم
وأبخل الأعراب والأعاجم ---------- لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم ---------- يقرع من يأتيه سن النادم
......................ز
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقــــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــال
محـــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــال
الغريــــــــــــب فيـــــــه..أنــك تستطيـــع قراءته أفقيــا ورأسيـــا
.........................
تستطيع قراءته من اليمين لليسار أو العكس والمعنى نفسه والحروف نفسها
أُسْ أَرْمَلاً إِذَا عَرَا ---------- وارْعَ إِذَا المَرْءُ أَسَا(1)
أَسْنِدْ أَخَــا نَبـَاهَةٍ ---------- أَبِنْ إِخَــاءً دَنَّسَـــــا(2)
اُسْلُ جَنَابَ غاشِمٍ ---------- مُشَاغِبٍ إِنْ جَلَسَا(3)
اُسْرُ إِذَا هَبَّ مِراً ---------- وَارْمِ بِــهِ إِذَا رَسَا(4)
اُسْكُنْ تَـقَـوَّ فَعَسَى ---------- يـُسْعِفُ وَقْتٌ نَكَسَا(5)
(1) أَيْ أَعْطِ الأَرْمَلَ الذي نَفِدَ زادُهُ وافْتَقَرَ إذا أَتَى طالِبًا للرِّفْدِ، واحْفَظْ العلاقة الطيبة إذا المرءُ أَسَاءَ.
(2)أَيْ أَعِنْ الشَّخْصَ النَّبِيهَ واقْطَعْ وأَبْعِدْ إِخَاءً يُلَــوِّثُ العِرْضَ.
(3) أَيْ انْسَ وطِبْ نَفْسًا عن فِراقِ فِناءِ الظالِمْ المُهَيِّجِ للشَّرِّ.
(4) أَيْ كُنْ سَرِيـــًّا سَيِّدًا رَئيسًا إذا ثارَ الجَدَلُ وتَخَلَّصْ منه إذا ثَبَتَ.
(5) أَيْ إذا هَدَأْتَ تَــتَــقَــوَّى وعسى الوقت الذي قلب يسعفك.
وكل بَيْتٍ من الأبياتِ السابقةِ يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس (حرفًا حرفًا).
................
قال العِمَادَ الكاتبَ لِلقاضِي الفاضِلِ عندما لَقِيَه وهو راكِبٌ فَرَسًا:
سِـرْ فَلا كَـــبَا بِك الفَرَسُ
فقال له الفاضل:
دامَ عُلا العِمَادِ
وكِلا القولين يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس (حرفًا حرفًا).
........................
قصيدة شعرية عجيبة ، نظمها إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ
رحمه الله ـ والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين
إلى اليسار تكون مدحا وعندما تقرأها من اليسار إلى
اليمين تكون ذماً .
من اليمين إلى اليسار ... (في المدح)
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا ---------- رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ ---------- سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا ---------- حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا
من اليسار إلى اليمين ... (في الذم)
رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ ---------- حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا ---------- خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ ---------- كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
....................